قضية اسمها اليمن

كلية الشرطة تمنح الطلاب إجازة خوفاً من الثورة على المدير وتقرير أمريكي يتهم صالح ومحسن بالوقوف وراء الأحداث

المستقلة خاص ليمنات

 

لم يكن بين ضحايا انفجار كلية الشرطة سوى شخص واحد من خارج الكلية أما البقية فجميعهم من طلاب كلية الشرطة وهذا الشخص هو محمد ناشر العري وكانت الأنباء قد تناقلت في أول يوم من الحادث أن العري خرج من سياراته وسأل عن أقرباء له ثم فجر نفسه بحزام ناسف لكن صورة العري التي تم نشرها لا تؤيد مثل هذا الرأي كون الإصابة التي تعرض لها وهي عبارة عن بتر يد وساق له تنفي أن الجريمة كانت بحزام ناسف وكانت بعض وسائل الإعلام قد نقلت يوم التفجير أن العري قال انا العري من القاعدة أهربوا وهو الخبر الذي تراجعت عنه كثير من هذه الوسائل ونفت صحته كما نفت ذلك قبيلة العري التي قالت أن ابنها كان أحد الضحايا وحسب المعلومات المتوفرة أن العري لديه تاكسي ويأتي كل يوم أربعاء ليأخذ أقارب له يدرسون في الكلية إلى منطقتهم ويعيدهم عصر يوم الجمعة وتصادف وصوله مع حدوث الانفجار لكن البعض يتساءل لماذا نزل العري من سيارته ولماذا لم يتصل بأقربائه تلفونياً ولماذا لا يكون العري ضحية بطريقة أخرى.

وقد تبين لاحقاً أن العري كان يأتي لتناول طعام الغداء مع أقاربه في الكلية وأن ا لتاكسي كان قد اشتراه بعد رهن ذهب والدته وتوفي قبل أن يكمل سداد الرهن بالإضافة إلى أنه كان على وشك الزواج من ابنة عمه في عيد الفطر القادم.. وذكر شهود عيان أن العري تعرض للضرب بالعصي وداس عليه بعض الضباط والجنود باقدامهم وهو يقول لهم أنا لم أفجر أنا محمد العري أنا مظلوم.. اسعفوني اسعفوني.. وقد تم تحريف كلامه هذا وأدعت وسائل الاعلام أنه قال أنا العري من القاعدة أهربوا وبعد ذلك أخذه مدير شرطة البليلي وحقق معه وهو يصرخ ويتألم ويطالبه بإسعافه ولم يصل إلى المستشفى إلا بعد ساعة ونصف من الحادثة وهناك أيضاً تعرض لتحقيق آخر من قبل الطبيب فلم يجد العري شيئاً يقنعهم لعلاجه فقال للطبيب: (عالجوني وأنا أكلمكم).. فاعتبروا كلامه هذا اعترافاً ويتساءل أهله من قام ببتر يده وساقه لأنها كانت بعد الحادث ما زالت معلقة في جسده لكنه حين وصل إلى المستشفى لم تكن موجودتين.

إدارة الكلية تمنح الطلاب إجازة طويلة..

بعد الانفجار المرعب في باب كلية الشرطة الجنوبي ارتفعت اصوات كثير من الطلاب غاضبة على الأداء الأمني في الكلية وفي الحكومة كلها ولم يستطع الطلاب الصمت وهم يرون دماء زملائهم تراق أمام بوابة الكلية فهتفوا برحيل الحكومة وادارة الكليةلأنها لم تستطع اكتشاف الجريمة قبل حدوثها وطالبوا بمحاكمة الأجهزة الأمنية وبعضهم طالب برحيل مدير كلية الشرطة لعدم قيامه بواجبه في توفير الأمن الكافي للكلية وطلابها.. في ظل وضع غير مستقر ومتوقع حدوثه لكن شيئاً من هذا لم يحدث والجريمة حدثت في باب الكلية وكاد هذا الغضب أن يتحول إلى ثورة طلابية وحين رأت إدارة الكلية أصوات الطلاب ترتفع أغلقت أبوابها ومنحت الطلاب إجازة إلى بعد عيد الفطر لعل هذه الإجازة تهدئ من غضب الطلاب نحو الإدارة وتوقف لهيب الثورة التي كانت قد بدأت بالاشتعال.

إدارة الكلية تغير الحراسة..

المستقلة قامت بزيارة لكلية الشرطة فوجدتها خاوية على عروشها إلا من موظفين إداريين متناثرين هنا وهناك وحين التقينا بمدير الكلية رفض الإجابة عن أسئلتنا  وقال أنه لا يريد أن يصرح بشيء حول الحادث وأن الطلاب جميعهم في إجازة أما حراسة الكلية فقد تم تغييرها كاملة ولم يكونوا من أولئك المناوبين يوم الانفجار وهؤلاء البدلاء لا يعلمون شيئاً عن الحادث وقد أغلقت الكلية الباب الجنوبي الذي حدث أمامه الانفجار وأصبح الخروج والدخول من الباب الغربي فقط.

صالح ومحسن متهمان

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة التايم الأمريكية بداية الأسبوع الماضي فإن أطرافاً موالية لعلي عبد الله صالح وعلي محسن تقف وراء التفجيرات التي حدثت في العاصمة وذكر التقرير الذي نشر تحت عنوان القاعدة توصل المعركة إلى عاصمة اليمن.

وقال التقرير أن هذين الطرفين لجآ إلى تنفيذ هذه العمليات لإرباك الرئيس هادي ومنعه من التفكير في إقالة علي محسن وأحمد علي من منصبيهما وكانت العاصمة قد شهدت خلال الشهرين الأخيرين ستة عمليات أخرى غير عمليتي ميدان السبعين وكلية الشرطة ومنها عملية مكتب البريد الذي أرتبك فيها منفذ العملية وانتابه الخوف فرمى بالحزام الناسف على الجدار وفر هارباً.

دراجة نارية

ومن جهة أخرى قالت مصادر صحفية أن مصدر أمني أفاد أن التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية في حادث مقتل 10 من طلاب كلية الشرطة وإصابة 20 آخرين كشفت أن أحد عناصر القاعدة كان يستقل دراجة نارية قام بتفجير عبوة ناسفة أثناء خروج الطلاب من الكلية الأربعاء الماضي ولاذ بالفرار وحسب تلك المصادر أن المصدر الأمني أكد أن أجهزة الأمن تمكنت من معرفة هويته وأشار إلى أن منفذ العملية وآخرين معه يشكلون خلية إرهابية في صنعاء.

فتاتان وقنبلة

مصادر أمنية أخرى موالية للرئيس السابق قالت إن التفجير الذي أستهدف كلية الشرطة وسقط ضحيته 10 شهداء وأكثر من عشرين جريحاً قد تم تنفيذه عبر فتاتين مرتا أمام الكلية وقامت إحداهما بوضع قنبلة في كوم القمامة بينما أقتربت الثانية من الحراسة وبتواجد محمد العري وظلت تتحدث معهم لتشغلهم عن زميلتها ولاذتا بالفرار  وذلك قبل الانفجار بدقائق.. وهذا الاحتمال غير مستبعد لأن وزير الداخلية كان قد أكد بأن احتمال 90% يشير إلى أن الانفجار ناتج عن زرع عبوة ناسفة.. وقد يكون من تدبير أحد الأطراف التي ذكرتها صحيفة التايم الأمريكية بالإضافة إلى أن المصدر الموالي لصالح هو من سرب خبر قيام الفتاتين بزرع القنبلة ونفس مشهد تفجير ميدان السبعين تكرر في مشهد تفجير كلية الشرطة حيث كانت قناة اليمن اليوم الموالية لصالح حاضرة بنفس المكان وكأنها كانت على علم بتوقيت الجريمة حيث قامت بتصوير الحادث مباشرة بل أنها قامت بتصوير محمد العري وهو مازال حياً وكان هو المصاب والقتيل الوحيد من خارج الكلية ..

تناقضات

وقعت الأجهزة الأمنية وزارة الداخلية في تناقضات مختلفة حول تفسير الحادث حيث أدعت في أول تصريح لها بأن منفذ العملية هو محمد العري الذي توفي في مستشفى الشرطة من إثر الإصابة التي لحقت به وأشارت تلك التصريحات أن منفذ العملية كان يستقل السيارة مع أشخاص آخرين وأنه قد تم العثور على تلك السيارة وفي اليوم الثاني وزير الداخلية بنفسه يقول أن براءة العري تكاد تكون 90% وأن احتمالاً كبيراً يشير إلى أن القنبلة وضعت في كوم قمامة.

زر الذهاب إلى الأعلى